كتاب جديد في مكتبة التأمين العربية بعنوان : حوار مع رائد في إعادة التأمين الدكتور مصطفى رجب
ضوء على كتاب
تيسير التريكي ومصباح كمال: حوار مع رائد في إعادة التأمين-الدكتور مصطفى رجب
الانسان سؤال. والمعنى
أن الانسان اليقظ والمنفتح هو دائم التساؤل عما كان وما هو كائن وإلى أين المصير. هذا هو
دأب المتبصرين في أحوالنا، ومعشر المشتغلين بالشأن التأميني في وطننا العربي يضمون
في صفوفهم من المتبصرين والمتسائلين عدداً غير قليل.
في محاولة إلقاء بصيص من الضوء على "ما
كان"
في صناعة التأمين العربية، يأتي كتاب "حوار
مع رائد
في إعادة التأمين -الدكتور مصطفى رجب". والكتاب
هو ثمرة حوار موسع أجراه تيسير التريكي ومصباح كمال مع الدكتور مصطفى رجب.
يأخذنا الكتاب/الحوار
إلى العقود الثلاثة الأول من النصف الثاني من القرن العشرين. تلك
العقود التي شبَّ رجب في بدايتها عن الطوق مواصلًا مسيرة علمية برّاقة أخذته من
ثانوية العشّار في البصرة (1950) غير البعيدة
عن جيكور بدر شاكر السياب في أبو الخصيب، إلى كلية القانون في جامعة بغداد، ليتخرج
منها بعد سنوات محتلًا الترتيب الأول في دفعته ولينتهي
به المطاف بعد فترة قصيرة من العمل في محاكم البصرة، مبتعثًا للحصول على شهادة
الدكتوراة في أحكام القانون المدني المقارن من جامعة جنيف. وَقّد
عاد إلى العراق حاملًا تلك الشهادة عام 1958.
من المعروف عن د. رجب
انه رجل قانون بامتياز. وهو بهذه الصفة لا يبرح الحذر
في الكلام، معتصمًا بما تمليه عليه ثقافته القانونية الأمارة بدقة التعبير وعدم
الإطناب. وهذا
يشجع على القول بأن ما قاله د. رجب بين السطور ربما يفيض حجمًا
عما أفصح به جَهْرًا في حوارنا معه.
نقرأ بين سطور الحوار معه أو خلفها أن ظروف
ابتعاثه للدراسة العليا، والمناصب التي عرضت عليه، تؤشر مجتمعة إلى أن جذور مشروع
بناء الدولة في العراق تمتد في تربة كيانه إلى سنوات طويلة قبل انبلاج عهد
الجمهورية عام 1958. كان
بناء الكوادر القادرة على بناء الدولة وقيادتها وصولًا إلى التنمية الاقتصادية
والتقدم يشكل على ما يبدو أحد ركائز ذلك المشروع.
ريادة الدكتور رجب في مجال إعادة التأمين ترتكز
إلى أنه كان المؤسس لشركة إعادة التأمين العراقية (1960). وقد
تولى إدارة الشركة منذ تأسيسها واستمر في منصب مديرها العام لعقدين من الزمن أو ما
يزيد قليلًا عن ذلك. واستطاعت
الشركة بقيادته وبفضل فريق العمل الذي عمل معه، والذي أحسن اختياره وتدريبه وحفزه،
أن تكتسب ثقة سوق التأمين العراقي وأسواق التأمين العربية امتدادًا إلى أسواق
الدول النامية. تحقق
كلُّ ذلك في مدة عقد من الزمن، وتلك مدة قياسية نسبيًا من منظور الزمن اللازم
لرسوخ بنيان شركات الخدمات المالية.
انطلقت شركة إعادة التأمين العراقية على قاعدة
صلبة قوامها الدعم الذي حظيت به من سوق التأمين العراقي الذي كان يعيش فترة نمو
وازدهار. فقد
أعطيت للإعادة العراقية حصة إلزامية وازنة من أعمال السوق، بمباركة وتعاون قيادات
جهة الإشراف والشركات المباشرة. الأسماء الكبيرة التي نتحدث عنها، مع حفظ الألقاب،
تضم أديب جلميران، عبد الباقي رضا، بديع السيفي وَعَبَد الخالق رؤوف خليل وآخرين. والمتأمل
للأسماء التي كانت في قيادة قطاع التأمين العراقي حين تأسيس الإعادة العراقية
سرعان ما يدرك أن أصحابها كانوا من مخرجات نظام التعليم في العهد الملكي ما يؤكد
ما تقدم بشأن جدّية مشروع بناء الدولة في العراق قبل انبلاج فجر النظام الجمهوري
عام 1958.
الحوار مع د. رجب
يأخذ القارئ إلى تفاصيل جمة في مسيرته العلمية والعملية والمعايير التي تشبَّث بها
في تأسيس وبناء الإعادة العراقية التي ربما يمكن اعتبارها ذروة انجازاته وإن لم
تقتصر عليها. فإلى
جانب نجاحه في تأسيس تلك الشركة والوصول بها إلى مصاف شركات إعادة التأمين صاحبة
الحضور على مستوى العالم الثالث، أسهم د. رجب
في مشاريع عربية أخرى منها الاتحاد العام العربي للتأمين (1964) والشركة العربية لإعادة التأمين (1972) والصندوق العربي لتأمين اخطار الحرب (1980).
الحوار مع رجل قانون مثل د. رجب
محكوم بإنتاج نص كثيف وطافح بالحذر العلمي. وما
نرمي إليه بهذا القول هو أن مراجعة الكتاب ربما لا تغني في كثير عن قراءته.
يندرج الكتاب في خانة تاريخ قطاع التأمين العربي. وهو
يلقي بصيصًا من الضوء على جانب من هذا التاريخ، الذي ما زال بانتظار من يلقون عليه
حزمًا من نور البحث الكاشف له وعنه.
محتويات الكتاب
للاتصال بالدكتور مصطفى رجب
رقم الهاتف: 00971545536226
يمكن الحصول على الكتاب من الناشر منتدى المعارف:
الدكتور ربيع كسروان
المدير العام
منتدى المعارف
بناية طبارة – ط 4 – شارع نجيب العرداتي – المنارة – رأس بيروت
ص. ب: 7494 – 113 حمرا – بيروت 2030 1103 لبنان
هاتف مكتب: 749140 (9611)
هاتف خليوي (موبايل): 586063 (9613)
تعليقات
إرسال تعليق