شركات التأمين التكافلية في الكويت.. نجاح أم فشل؟ .. بقلم: عبدالله جواد صالح
في عام 1979 تم انشاء أول شركة
تأمين تكافلية في السودان اي بمعنى شركة تأمين اسلامية تتبع قواعد الشريعة
الاسلامية في عمليات التأمين حسب رأي مجموعة الفقهاء والمجتهدين، ان عدد المسلمين
في العالم يشكل ما يقارب تقريبا 22 - 25% من تعداد سكان العالم، ومن هذه النسبة
عدد لا يستهان فيه يرى بحرمة التأمين التقليدي بسبب احتوائه على عناصر تخالف
الشريعة الاسلامية كـ «الربا – الغرر»، نتيجة الى ذلك قام عدد من ممارسي التأمين
بخلق التأمين التكافلي الذي لا يحتوي على اي من العناصر التي من شأنها ان تجعل من
التأمين حراما حسب رأي نسبة من الفقهاء.
كانت
اقساط التأمين التكافلي في عام 2006 ما يقارب 3 مليارات دولار عالميا وحاليا وصل
عدد الاقساط تقريبا 19 مليار دولار واعداد الشركات التكافلية 206 شركات عالميا،
بالنظر الى الأرقام فإننا نصل الى نتيجة ان السوق التكافلي في طور النمو سنة بعد
اخرى.
وفي
الكويت تم إنشاء اول شركة تامين تكافلي في عام 2001 وحتى وصل عدد الشركات
التكافلية حاليا ما يقارب 11 - 12 شركة تكافلية، ولكن يبقى السؤال هل الشركات
التأمين التكافلية حاليا ناجحة وهل العوائد منها مجزية؟، بالنظر الى الارقام نرى
ان عدد الشركات ذات عوائد تشغيلية قليلة جدا اما البقية فهي «بالانعاش» فلا
احتياطات فنية جيدة والمطالبات متكدسة والمماطلة في الدفع وفي كسر تعويض المؤمن له
بقدر المستطاع وصلت مرحلة لا تطاق مما خلق انطباع سلبي لدى الكثير من الناس ان
الشركات التكافلية هي شركات ذات طابع تشغيلي سيئ للأسف، وفي الواقع ان النموذج
التكافلي نموذج ممتاز لو تم ادارته بشكل سليم في ظل ظروف سوقية وجهات رقابية جيدة،
والدليل على ذلك اسواق شرق آسيا وبالتحديد ماليزيا فارقامهم المالية صحية وممتازة
في ظل هذا النموذج.
ان
الأسباب والعوامل التي خلقت السمعة السيئة للتعامل مع الشركات التكافلية سواء
كطالب للتأمين او كمستثمر يريد الاستثمار يمكن ايعازها للتالي:
٭
كثرة الشركات في السوق ادى الى خلق نوع من التنافس الشديد ادى الى كسر الاسعار حتى
يضطر البعض الى البيع بسعر «خسارة».
٭
عدم وجود مراقب في السوق يقوم بتنظيم العمليات وتصفية الشركات التي لا تمتلك سيولة
او هامش ملاءة مالية او احتياطات فنية مع مراقبة الاسعار والسلوكيات الموجودة
بالسوق.
٭
قلة الخبرات التأمينية بشكل عام، فعدد المؤهلين والملمين بالنواحي الفنية للتأمين
قلة في السوق.
في
النهاية نتمنى لجميع الشركات التكافلية بل وغير التكافلية ان تحقق ارباحا وتدر
المنفعة ليس فقط لها بل للاقتصاد بشكل عام، ولكن رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فأي
شركة تنازع الموت ماليا من الواجب عليها ان تنسحب من السوق و«كفى الله المؤمنين شر
القتال».
Linkedin: Abdullah J.Saleh
تعليقات
إرسال تعليق