الأمان من التأمين - بقلم / عبدالله المزهر
الشيء
شبه المؤكد الذي تتوقع حدوثه وأنت مسافر خارج الوطن أنك حين تعود ستجد أن شركات
التأمين قد قررت رفع أسعارها، وشركات التأمين هي مؤسسات تجارية فائدتها الوحيدة
أنها وسيلة شرح للمثل «أحشفاً وسوء كيله».
وهي في غالبها مفلسة لا تقدم خدمات حقيقية وعاجزة عن إقناع الناس بجدواها، ولذلك تعتمد في تغطية فشلها على الزيادة المستمرة في أسعار اشتراكاتها الإجبارية التي يدفعها الناس مضطرين للحصول على خدمات المرور!
وهي في غالبها مفلسة لا تقدم خدمات حقيقية وعاجزة عن إقناع الناس بجدواها، ولذلك تعتمد في تغطية فشلها على الزيادة المستمرة في أسعار اشتراكاتها الإجبارية التي يدفعها الناس مضطرين للحصول على خدمات المرور!
والشيء الغريب الذي لا أفهمه هو أنها مع هذا السوء تتكاثر بشكل مريب حتى إنه من المتوقع أنها ستصبح أكثر من المطاعم وصوالين الحلاقة. ولا أعلم ما هي الطريقة التي يتم من خلالها ترخيص مثل هذه الشركات، ولكنها تبدو طريقة سهلة وتتيح لأي مجموعة أصدقاء يعانون من الفراغ إنشاء شركة تأمين ثم ممارسة العمل الوحيد الذي تجيده هذه الشركات وهو زيادة الأسعار بشكل دوري وهم واثقون أنه لن يسألهم أحد عن مبررات ذلك!
وجود «سجل تأميني» بحيث تعتمد قيمة التأمين على سجل المؤمّن وعدد الحوادث التي يرتكبها فكرة مفيدة لكنها تبدو فكرة مرعبة لشركات التأمين لأنها قد تؤدي إلى تنازل هذه الشركات عن لعبة زيادة الأسعار على الجميع أيا كان سجلهم وتاريخهم المروري!
تعقيد المعاملات والتدقيق والمماطلة أحيانا هي سمة تشترك فيها شركات التأمين حول العالم لكي تنجو من التحايل، لكننا هنا لا نتكلم عن شركات بل دكاكين سمت نفسها شركات تأمين وبدأت في تأمين مستقبل ملاكها من خلال «السطو» على جيوب الناس المجبرين على اشتراكاتها!
وعلى أي حال..
أتمنى ألا ترتفع أسعار شركات التأمين في الوقت الفاصل بين كتابة هذا المقال ونشره، وإن حدث وبقيت الأسعار على حالها كل هذه الفترة الزمنية فهو مؤشر يدعو للتفاؤل ويبشر بالخير!
تعليقات
إرسال تعليق