القفز الى التأمين الزراعي - بقلم / مثقال عيسى مقطش
انتهت العاصفة الثلجية "هدى " ، وتمخضت عن تزيد
السدود باكثر من 18 مليون متر مكعب من المياه ، لكنها خلفت اصابات استدعت تشكيل
لجان مشتركة متخصصة لتقديم تقارير فنية حول الاضرار التي الحقتها بالمزارع
والزراعة ، كما طفت اصوات طالبت بتفعيل صندوق المخاطر الزراعية .وثمة
سؤال يراوح مكانه منذ حوالي ثلاثة عقود زمنية بحثا عن اجابة مقنعة حول مدى فاعلية
التعويض الموسمي عن المخاطر الزراعية ودورها في التنمية المستدامة ، وما معيار
الكفاءة التي حققتها مقارنة بالاهداف التي وضعت من اجلها في محور هام يستند الى
بعدين هما : ادارة المخاطر الزراعية والنهوض بالقطاع الزراعي .
وهلى ارض الواقع ، عملت الحكومة على مدار السنوات الماضية معالجة الامر بالاعلان عن توفير تعويضات مادية للمتضررين من المزارعين بسبب سوء الاحوال المناخية .. ومواكبة للاعلان الملكي بأن 2009 هو عام الزراعة ، نشطت الحكومة في الاعلان عن خطة زراعية من ضمنها صدور قانون ادارة المخاطر الزراعية رقم (5) لعام 2009 .
وامام الصعوبات المعلنة التي تواجه عمل صندوق ادارة المخاطر الزراعية، فهل نستطيع القول : ان الوقت حان لاعادة فتح الملفات المكدسة على رفوف وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية المختصة ، بحثا عن البديل الذي انفقت الدولة عليه اموال وجهود ، منذ اكثر من خمسة عشر عاما ، وتم اعداد العديد من الد راسات والابحاث المتعلقة به وبجدواه الاقتصادية وهو " التأمين الزراعي " !
وفي ظل صعوبات اصبحت شبه متجذرة ، ومن المتوقع ان تتفاقم امام عمل صندوق المخاطر الزراعية ، فمن الاجدى ان يكون الحل جذريا في معالجة الامور اقتداء بدول العالم الاخرى وليس موسميا . وان الحل يكمن في التأمين الزراعي والذي تم طرحه للنقاش منذ عقدين زمنيين ، وحضر فريق خبراء من خارج الاردن واجرى اعمال المسح المطلوبة ، وقدم توصياته الايجابية للتطبيق ، ولكن منذ ذلك الزمن ، وجميع الدراسات محفوظة في الملفات او مكدّسة على الرفوف .
وربما يقول البعض ان تطبيق التأمين الزراعي في الاردن غير مجد تجاريا ، وان القطاع الخاص لا يمكن ان يتعامل مع اي نشاط لا ينتج عنه ربح مادي ، ولكن موضوع التأمين الزراعي يمكن ان يتم تعزيز تطبيقه مشاركة بين القطاعين العام والخاص .
وبقي من القول ..ان معوقات التطبيق في ادارة المخاطر الزراعية يتطلب التفكير بعمق للقفز الى مفهوم اكثر شمولية هو التأمين الزراعي .. فهل نبدأ ؟
مثقال عيسى مقطش
تعليقات
إرسال تعليق