التأمين غير الصحي - د. مؤمن الهباء
ما تنشره الصحف
هذه الأيام عن كوارث مستشفيات التأمين الصحي فظيع ومريع.. ليس فقط بسبب ما ظهر فيه
من فساد تجاوز الركب إلي الحلقوم.. وإنما لأن هذا الفساد ينعكس مباشرة علي صحة
الإنسان المصري المظلوم فيزيدها تدهوراً.
لم يعد التأمين الصحي تأميناً صحياً.. رغم أنه يمثل الملاذ الأخير بالنسبة لقطاع عريض من الشعب.. هم أبناء الطبقة المتوسطة من الموظفين ومن في حكمهم وأصحاب المعاشات.. هؤلاء الذين تقتطع الاشتراكات تلقائياً من رواتبهم علي أمل أن ينالوا الرعاية الصحية المناسبة حين يحتاجون إليها.. فهم لا يقدرون علي تكاليف المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية الاستثمارية.. ناهيك عن المستشفيات الحكومية التي كانت مجانية لم يعد لها وجود تقريباً.. والقائم منها مجرد أطلال.. حوائط وحجرات ومدير وموظفين لا يقدمون خدمة حقيقية.
لم يعد التأمين الصحي تأميناً صحياً.. رغم أنه يمثل الملاذ الأخير بالنسبة لقطاع عريض من الشعب.. هم أبناء الطبقة المتوسطة من الموظفين ومن في حكمهم وأصحاب المعاشات.. هؤلاء الذين تقتطع الاشتراكات تلقائياً من رواتبهم علي أمل أن ينالوا الرعاية الصحية المناسبة حين يحتاجون إليها.. فهم لا يقدرون علي تكاليف المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية الاستثمارية.. ناهيك عن المستشفيات الحكومية التي كانت مجانية لم يعد لها وجود تقريباً.. والقائم منها مجرد أطلال.. حوائط وحجرات ومدير وموظفين لا يقدمون خدمة حقيقية.
التأمين الصحي مشروع تعاقدي تكافلي.. قد لا يلجأ إليه المشترك علي مدي شهور أو سنين.. وقد كان من الواجب أن يتم تطويره ليغطي الشريحة العظمي من أبناء الشعب بخدمات صحية معقولة.. خاصة بعد أن انسحبت الدولة من دورها الأساسي في توفير وضمان الرعاية الصحية لمواطنيها.. وتركت المهمة للمتاجرين والمستثمرين.. واخترعت حكاية العلاج علي نفقة الدولة كبديل يقدم للوجهاء والمحظوظين ومحاسيبهم.
وكثيراً ما كانت وزارة الصحة ومسئولو التأمين يبررون الفشل والإهمال والعجز بنقص الإمكانات المادية.. لكن سلسلة التحقيقات الموسعة التي نشرتها "المصري اليوم" الأحد الماضي مدعمة بالمستندات تحت عنوان "بيزنس الموت في مستشفيات التأمين الصحي" كشفت وجه الفساد البشع.. ووجهت اتهامات لشخصيات بعينها تتولي مواقع قيادية مثل د. علي حجازي رئيس هيئة التأمين الصحي الحالي ود.عبدالرحمن السقا رئيس الهيئة السابق وغيرهما من القيادات الأدني.. وركزت علي وقائع محددة في 8 مستشفيات بعناوين صارخة علي النحو التالي:
* في "صيدناوي" الاستيلاء علي 8 ملايين جنيه من تزوير
أوامر توريد شراء زوميتا.. ومسئولو قسم الأوعية الدموية يجرون جراحات زراعة شرايين
صناعية دون سند طبي.
* في "6 أكتوبر" إسناد تطوير جناح العمليات لشركة
مقاولات صاحبها لا يحمل مؤهلاً جامعياً.. وشراء أجهزة طبية غير مطابقة للمواصفات..
والتعاقد مع شركة أمن وأغذية بأسعار تزيد 40%.
* في "المقطم" مدير الشئون العلاجية يديرها صباحاً
كمستشفي عام وبعد الظهر "خاص" بمعاونة عدد من الأطباء.
* في "مدينة نصر" مركز الأورام بالمستشفي تحت الانشاء
منذ 7 سنوات.. وشراء مفرمة نفايا طبية بقيمة تزيد علي مليون جنيه ولم يتم تشغيلها.
* في "طلبة البعوث" عدم وجود غرف للرعاية المركزة رغم
اجراء العمليات.
* في "النصر بحلوان" تحويل حالات الأشعة المقطعية
لمعامل خارجية رغم وجود الجهاز بالمستشفي.. مدير وحدة الغسيل الكلوي يديرها لعلاج
مرضي عيادته الخاصة.
* في "أطفال مصر".. جراحات القلب يدار كمركز خاص
والأولوية لمن يدفع أكثر.
* في "شبرا" مياه الصرف الصحي تغزو غرف المرضي
والعمليات.. أجهزة التنفس الصناعي للفرجة.. وأعداد الأطباء لا تكفي.
وقد مر
أسبوع دون أي رد فعل علي هذه الفضائح.. فلا أحد كذب ما نشر.. ولا أحد أحال
المسئولين للنائب العام أو حتي للتحقيق الداخلي.. إنه بالفعل تأمين غير صحي.
تعليقات
إرسال تعليق