سوريا : شركات التأمين التكافلي في السنة الرابعة للأزمة
بعد أربع
سنوات من الأزمة قد لا تبدو شركات التأمين السورية في أفضل حال , و بالمطلق
لم تحقق كلها ما خططت و تطلعت لفعله في ما كان يُنظر إليه على أنّه سوق بكر و واسع
بل و فيه الكثير من الإغراءات ... كالسوق السورية.
فما أن جهزت
نفسها للإنطلاق و التمدمد باحثة عن فرص عمل في سورية وصفت بالمغرية حتى
جاءت الأزمة و اضطرت كل الشركات لإعادة توجيه سياستها بما يمكنها من التأقلم مع
ظروف الأزمة .
لكن و رغم
ظروف الأزمة فإنّ كل شركات التأمين السورية و بلا استثناء حققت أرباح و لم تكن
هناك خسارات أو انهيارات بينها .. كما لم تنسحب أي شركة من السوق بل بعضها استمر
في تنفيذ خططه التوسعية و لو على نطاق محدود .الإسلامية السورية للتأمين كانت
واحدة من الشركات التي أبلت بلاء حسنا للغاية .. و سلكت خلال الأزمة سلوكا مكنّها
من الاستمرار بالعمل و تحقيق الأرباح بل و توزيع جزء منها على حملة الوثائق حسب
الشريعة على اعتبار أنّها تعمل وفق مبدأ المرابحة .
سنوات
الماضية تستطيع أن تدرك حجم الجهد الذي بذلته شركات التأمين كي تبقى و تستمر و
تحافظ على وجودها قوية و متماسكة داخل سوق تغيرت فجأة الكثير من ظروفه و معايره
بسبب ظروف الحرب و أعمال العنف "
و أضاف :
" كل الشركات ذهبت نحو تطبيق سياسة إحداث نوع من التوازن أو لنقل التناغم بين
المحفظة التأمينية – الدوارة – بما يقلل من المخاطر قدر الإمكان , و نلاحظ أنّه
كان هناك لجوء إلى المنتجات التأمينية التي تكون فيها الخسارات متسلسلة
كالسيارات و الصحي أي يكون الاستنزاف فيها متواتر و حيث لم يعد بالإمكان
العمل بمبالغ ضخمة , و يمكن القول هنا أنّ الشركات التي انتهجت هذا الإسلوب في
العمل كانت خسائرها أقل من تلك التي اعتمدت على الأنواع الأخرى "
على كل يقول
نيال : " أعتقد أنّ على قطاع التأمين أن يعمل بشكل جماعي وأن يكون على
درجة عالية من التنسيق سواء الشركات بين بعضها البعض أو بين الشركات و الجهات
الوصائية للخروج من الأزمة بهدوء "
نيال
أشار إلى ألية العمل التي تم بها العمل و قيادة الأزمة داخل " الإسلامية
السورية للتأمين " بإشراف هيئة الرقابة الشرعية التي حرصت على مصالح
أصحاب الوثائق و المساهمين في آن معا . و اعتماد سياسة هادئة و مدروسة لتقليل
التأثر بالأزمة قدر الإمكان .
مشيراً إلى
" أنّ الإسلامية السورية للتأمين حافظت على مكانة جيدة في ترتيب الشركات من
حيث الربح , و غالبا ما كنا نتراوح بين المركزين الرابع و السادس من أصل 12
شركة تأمين خاصة تعمل في السوق , و ذلك رغم أن الإسلامية السورية للتأمين و
لكونها تعمل وفق الشريعة فهي تحصل على مرابحة عن أموالها المودعة في البنوك بمقدار
6 % فقط , في حين تحصل شركات التأمين العادية على فائدة تصل تتراوح بين 11 و 12 %
"
نيال قال
لسيرياستيبس " أنّ أرباح الإسلامية السورية من دون الضريبة بلغت عام
2013 نحو 103 ملايين ليرة تم توزيع 9 % منها على حملة الوثائق "
وأضاف
" الشركة تعمل حاليا بخطوات واثقة و مدروسة تركز فيها على أن يكون
هناك تناغم في المحفظة التأمينية الدوارة عبر التوجه نحو المنتجات التي تكون
المخاطر فيها أقل " .
نيال قال
:" ثمة أمور كثيرة و تحديات غير سهلة تواجه قطاع التأمين في سورية و هذا
يتطلب خلق نوع من الحوار و التواصل البنّاء بين القطاع و المسؤولين عنه من
أجل دفعه الى الأمام خاصة و أننّا مقبلون على مرحلة إعادة اعمار و حيث لا بدّ و أن
يكون لقطاع التأمين دورا مهما خلالها "
يذكر هنا أن
الإسلامية السورية للتأمين و "هي واحدة من شركتين تعلان وفق الشريعة
الإسلامية داخل السوق السورية " موجودة في العديد من المحافظات بالإضافة
الى دمشق , فلها فروع في حمص و حماة و حلب و طرطوس و الرقة و أخير افتتحت فرعاً في
اللاذقية . مع الإشارة إلى أنّ بعض فروع الشركة توقفت بسبب ظروف الأزمة .
يُشار أخيراً
إلى التأمين الإسلامي يقوم على أسس و مبادئ التأمين التعاوني أو التكافلي التي
تهدف إلى ترسيخ قيم التعاون و التكافل بين المؤمن لهم .
وهو لا يقوم
على مبدأ الربح كأساس بل يعمل على مواجهة الأخطار و تحمل آثارها المادية و الأضرار
التي تلحق بالمؤمن له أو ممتلكاته حيث يتعاون المشتركون فيما بينهم وفقا لهذا
المبدأ على تعويض أي فرد منهم يتعرض للضرر .
و بما أن
المؤمن لهم هم أصحاب العملية التأمينية فإن لهم الحق أن يستعيدوا الفائض من عمليات
التأمين نقدا كل حسب قيمة القسط التأميني الذي دفعه . بعد خصم النفقات اللازمة ,
دون أن تحتفظ الشركة أو مساهميها بأي نسبة من هذا الفائض بعكس التأمين التقليدي
الذي تعود عوائد أرباحه من بيع خدمات التأمين و منتجاته إلى المساهمين فقط و ليس
المؤمن لهم .
و في نفس
الوقت يقوم المساهمون – أصحاب رأس المال – باستثمار أموال المؤمن لهم المتجمعة
مقابل نسبة محددة من عوائد الاستثمار نظير قيامهم بإدارة تلك الأموال . و هذا أيضا
أحد الاختلافات بين التأمين الالزامي و التقليدي .
أخيراً فإن
نظام التأمين الإسلامي يفصل بين المساهمين و المؤمن لهم مما يمنحهم الفرصة ليكونوا
شركاء حقيقيين في العمل .
تعليقات
إرسال تعليق