التربية الوقائية و مواجهة الأخطار الطبيعية - نبيل محمد العمادي
تهتم الجغرافيا الطبيعية
بدراسة الظواهر الطبيعية المختلفة، وتعتبر الكرة الأرضية أهم ظاهرة نظرًا لأنها
البيئة التي يعيش الإنسان عليها، ويحصل فيها على متطلبات حياته من ماء وغذاء وكساء
ومسكن... وقد أعطت البيئة الإنسان بسخاء؛ فاستغل خيراتها وأساء البعض استغلال تلك
الخيرات فأحدث خللاً بالتوازن البيئي فانقلبت عليه خطرًا حيث: تلوث الجو والبحر،
وخربت الغابات، وزلزلت الأرض وأخرجت ما في بطنها من حمم، وثأرت مياه البحر فابتلعت
الأخضر واليابس، وانعكس كل ذلك سلبًا على حياة الإنسان وصحته.
فالكوارث الطبيعية هي تلك
المخاطر التي تقع في البيئة نتيجة لعوامل طبيعية ينتج عنها خسائر بشرية ومادية،
وتتفاوت هذه الكوارث في قوتها وخطورتها من حيث الخسائر البشرية والمادية التي تنتج
عنها، فمنها البسيط المحدود التأثير ومنها العنيف المدمر.
ومن هنا بدأ الإنسان يفكر
في حماية نفسه وحماية بيئته وحاول حسب قدرته أن يمنعها أو يحد من خطورتها إلاَّ
أنه لم يستطع بالرغم مما وصل إليه من تقدم علمي وتقني أن يمنع وقوعها أو يحدد بدقة
مكان وزمان وقوعها (كما حدث في إعصار كاترينا الذي اجتاح بعض المناطق في الولايات
المتحدة 29 /8/ 2005م، والذي تقدر خسائره بالمليارات)، والكوارث الطبيعية تهدد
الشعوب المتخلفة والمتقدمة على حدٍ سواء ما جعل معظم دول العالم تهتم بتلك المخاطر
فتكونت المنظمات المتخصصة في مجال دراسة مخاطر الظواهر الطبيعية وعقدت المؤتمرات
والندوات العلمية المحلية والإقليمية العالمية لمناقشة مواضيع مختلفة من المخاطر
الطبيعية التي تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى.
ولا تعتبر شبه الجزيرة
العربية بمنأى عن تلك المخاطر؛ فقد وقع زلزال في ديسمبر 1982م بمنطقة ذمار في
اليمن نتج عنه تدمير للمباني السكنية والمدارس والمرافق والخدمات العامة الموجودة
وقتل حوالي 1600شخص وأصيب حوالي 1400شخص، وترك حوالي 20% من السكان بدون
مأوى"، وفي نوفمبر 1995م ضرب زلزال منطقة الشرق الأوسط مركزه في خليج العقبة
وشمل المناطق الساحلية في مصر إضافة إلى الأردن وفلسطين والمملكة العربية السعودية
وشعر به سكان لبنان وسوريا وقبرص.
ومن المخاطر الطبيعية التي
يتعرض لها الإنسان وتهدد حياته السيول، فبعض المناطق في الخليج العربي تتعرض
للسيول بشكل متكرر وعنيف وينتج عنه تدمير للطرق والجسور، كما تطالعنا الصحف في
الخليج العربي بكثير من المآسي عن وفاة أسر بأكملها أو أفراد منها جراء ابتلاع
السيول لها.
ومن هنا تظهر أهمية
التربية الوقائية لمساعدة الأفراد على مواجهة تلك المخاطر والمحافظة على سلامتهم
وصحتهم وتعريفهم بالتصرف المناسب في مواجهة ما قد يطرأ من حوادث أو كوارث، ويقصد
بالتربية الوقائية:"التربية التي تهتم بجوانب وقاية المتعلم في مختلف مجالات
الحياة وتتطلب توافر قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات التي يجب أن يلم بها
الطالب؛ ليسلك سلوكًا مؤيدًا لمفهومها ليواجه به المخاطر الصحية والنفسية والبيئية
التي يتعرض لها أثناء تفاعله في مدرسته وبيئته، مما يساعد على إعداده للحياة
كمواطن قادر على التصرف الصحيح في مواجهة بعض المشكلات التي قد يتعرض لها.
تعليقات
إرسال تعليق