التغطيات التأمينية في موسم الثلوج – م. رابح بكر

تلقيت اتصالات واستفسارات كثيرة عن شمول الاضرار التي وقعت للعديد من الناس سواءا في مركباتهم او ممتلكاتهم بسبب تساقط الثلوج بغزارة خلال الايام الماضية وجميعها تسأل نفس السؤال هل التأمين يشمل هذه الاضرار ام  لا؟؟ وكانت اجابات موظفي شركات التأمين المعنيين بالمطالبات لمراجعيهم  بأن الكوارث الطبيعية غير مشمولة بالتأمين  دون ان يبذلوا عناء الاطلاع على شروط وثيقة التأمين لتكون اجاباتهم علمية ومهنية  وما اريد ان اذكره في هذا المقال هو وجهة نظر شخصية غير ملزمة لاحد ولا يجوز استخدامها حجة امام شركات التأمين او جهات اخرى  حيث ان تعريف الكارثة الطبيعية هو خطر مفاجئ يداهم منطقة  ما يؤدي الى نشر الرعب والخوف والاضرار بين سكانها ولممتلكاتهم ومثال ذلك الفيضانات والبراكين والزلازل وربما يتناقض هذا التعريف مع تساقط الثلوج في فصل الشتاء لان ميزة هذا الفصل من السنة وطبيعته هو البرد والامطار وتساقط الثلوج ولايؤدي ذلك الى نشر الخوف بين الناس ولان غالبيتهم وفي جميع انحاء العالم يخرجون مع اطفالهم للعب واللهو وطبيعة الانسان لايلجأ الى اماكن الخطر الا في حالات استثنائية  قليلة تتعلق بحب المغامرة ، ولو كانت اضرار تساقط الثلوج غير مشمولة بالتغطيات التأمينية لتعطلت وثائق التأمين في اوروبا والمناطق الباردة  طيلة ايام السنة ولما كانت وثيقة التأمين سنوية وتشمل جميع الفصول  


ومع الاحترام والتقدير لجميع التصريحات التي صدرت من قبل المعنيين في قطاع  التأمين فجميعها صحيحة لو لم يكن هناك تغطية للطرف الثالث او المسؤولية المدنية وبأقساط اضافية  في وثائق تأمين هذه المؤسسات والشركات المسؤولة عن اعمدة الكهرباء او زراعة الاشجار وكان من الاولى ان تقدم شركات التأمين النصح والمشورة والتوجيهات للمؤمنين لديها  بضرورة وضع مسافة أمان بين اعمدة الكهرباء والممتلكات وزراعة الاشجار بعيدا عنها  ولا أظن وثائق تأمين للمؤسسات الكبيرة والضخمة تغفل عن هذه التغطية  ولو حصل ذلك فعلى مقدم خدمة التأمين ان يذكرها ، اما في حوادث السير فقد قامت هيئة التأمين باصدار اعلان عن شمول هذه الاضرار في التأمين الالزامي سواءا كانت الاضرار مادية او جسمانية ولكن ما نغص على المواطنين هو اضرار مركباتهم المسؤولة عن الحادث وكان تأمينها شاملا بحجة ما ذكر في اول المقال على ان الكوارث الطبيعية غير مشمولة بهذا العقد .

ومن ذلك فاني اؤيد الرأي الذي يقول على ضرورة الزامية التأمين للمؤسسات والشركات الكبيرة من جميع الاخطار بما فيها اخطار الطرف الثالث والمسؤولية المدنية وليشمل اضرارتساقط الثلوج وبصراحة كاملة  وانشاء مجمعات تأمينية بين شركات التأمين العاملة في الاردن كما هو الحال في مجمع الحدود والحافلات  في تأمين المركبات لشمول هذه الاضرار وتقاسم اقساطها واضرارها بينهم
للنهوض بهذا القطاع وكسب ثقة المواطنين .

المهندس رابح بكر
كاتب في شؤون التامين

تعليقات