المعاناة مع حوادث المرور | د. سعود بن صالح المصيبيح
تعرضت عائلة صديقي إلى حادث مروع خرجوا منه بسلام إذ
دخلت سيارة نقل ثقيل فيهم من الخلف فتسببت بتلفيات كبيرة في مؤخرة السيارة وإعدام
الزجاج الخلفي بأكمله والتسبب بتشويه السيارة العائلية الجديدة والتي لا يقل سعرها
عن ثلاثمائة ألف ريال .إضافة إلى ذلك حجم الهلع والإرباك والخوف الذي أصاب عائلته
نتيجة هذا الحادث مع آلام في الرقبة والظهرلا يزالون يعانون منها .ويقول : انتظرت
العائلة سيارة الشركة المكلفة بتوثيق الحوادث وجاءت بعد تأخر وتأخرت عائلته عن
موعد لهم في المستشفى كانوا ينتظرونه منذ ثلاثة أشهر.أما سائق التريلا فاكتفى
بالابتسام وإبراز شهادة التأمين وأن السبب خلل في المكابح أدى إلى الحادث .
وبطبيعة
الحال ممثل الشركة أخذ المعلومات وكان واضحا أن الخطأ مئة بالمئة على سائق النقل
الثقيل الذي ربما كان داخل مدينة الرياض ضمن الأوقات التي لا يسمح له بالقيادة
فيها .وانتهى الأمر حينها ان ابن العائلة جاء وأخذهم بعد هلع الحادث وتمت كتابة
البيانات على أساس تقدير الأضرار من قبل ثلاثة أشخاص من شيخ المعارض المختص ويتم
أخذ أقل الأسعارثم انتظار منّة شركة تأمين الخصم لدفع الأضرار.وبطبيعة الحال تم
نقل السيارة إلى المنزل وتم استئجار سيارة أخرى للعائلة حتى يتم إصلاحها .
وصاحبي يقول : أعتقد أن طريقة المرور في معالجة الأمر
سبب في زيادة الحوادث ،فأولاً السائق رغم رعونته وتسببه بالحادث مئة بالمئة إلا
أنه لم يتم إيقافه أو محاسبته على السرعة وعدم صيانة سيارة النقل الضخمة واكتفي
بأن المكابح لم تعمل .والسبب أيضاً أن ممثل الشركة هو الذي يحضر وليس سيارة المرور
ويكون الأمر تسجيل بيانات وإنهاء الأمر .ولم ينظر لتضرر العائلة وماتعرضوا له من
خوف وهلع وضرر .أما باقي القصة فيقول الصديق بأننا أوقفنا السيارة بحالتها السيئة
وبدأنا سلسلة من المراجعات بشأن تقدير قيمة إصلاح السيارة والذي قدر بمبلغ خمسة
وعشرين ألف ريال رغم أنها جديدة مع غلاء قطع الغيار ،وستكون معيوبة كونها سيتم
إصلاحها .
كما أن دقة الإصلاح لن تعيد السيارة كما كانت .وبعد ذلك
استجداء شركة التأمين ومماطلتهم إذ أخبروه بأن عليه إحضار السيارة إلى شركة
التأمين بدلاً من أن يقوم مندوب منها للمعاينة ثم الإنتظار أسبوعين أو ثلاثة حتى
يتم صرف الشيك رغم أن الحادث كامل الخطأ على سيارة النقل الثقيل .
وبعد طول الانتظار والتردد والمماطلة فأنت أيضا تحتاج
إلى أسبوعين لإصلاح السيارة وطوال هذه الفترة هو بدون سيارة وعليه دفع قيمة
استئجار سيارة عائلية تنجز أمور العائلة .ثم اتضح أن الصدام الخلفي لا يوجد في
الوكالة وعليهم الانتظار وهذا يعني مزيداً من الضرر والانتظار.وقال بأن الذاكرة
عادت به عندما كان يدرس في مدينة كارديف البريطانية فتعرض لحادث سيارة وكان الخطأ
على السائق الآخر فماهي إلا دقائق حتى جاء مندوب شركة التأمين ومعه سيارة مماثلة
لسيارته وسلمه المفتاح وأخذ سيارته وقال إذا انتهينا من إصلاحها ستصلك للمنزل
ونأخذ السيارة البديلة وكان ذلك قمة الاحترافية وهوّن عليه أثر الحادث ولم يتعطل
أو يستأجر سيارة بديلة ولم يتعرض للمماطلة والتسويف والتردد على المرور أو شيخ
التقديرات أو شركة التأمين كما أن له الحق في الاعتراض على جودة إصلاح السيارة التي
كانت في قمة إتقان العمل فماهو الذي يمنع المرور لدينا لفرض ذلك بحيث تتولى شركات
التأمين خدمة المتضرر بالشكل الذي حدث له في بريطانيا .وقال إنه من المؤسف أن تمر
سيارة دوريات الشرطة على سيارتين في حادث دون أن تتدخل في شيء بحجة أن هذه مسؤولية
المرور، كما أنه في حالة وجود قطع إشارة أمام سيارة الشرطة فإنه لا يتم التدخل
لأنها ليست سيارة مرور بينما سيارة الشرطة تباشر كل شئ هناك فقاطع الإشارة مجرم
يعرض الناس للخطر مثله مثل السارق أو القاتل أو غير ذلك .ولن تجد سيارات مرور سوى
سيارات المواكب أو أمن الطرق وهم أيضا شرطة .ومهمة المرور مكتبية تتمثل في إجراءات
رخص القيادة وملكيات السيارة وغيرها بمعنى دمج المرور في الشرطة وتكون مهمة الشرطة
ودورياتها ضبط الشارع ومايتعلق في الميدان لأنهم أكثر تواجداً ويبقى المرور
للجوانب الإدارية التنظيمية وهذا كان معمولاً به بمسمى الأمن الشامل وكان موفقا في
ضبط الحركة المرورية.فهل يستفيد المرور من تجربة صديقي.
تعليقات
إرسال تعليق