أمطار الخير وخسائر الاقتصاد - عالية الشلهوب
نمر
هذه الفترة بموجة من أمطار الخير والبركة التي تعم سائر المدن والمناطق جعلها الله
أمطار خير ونفع بها الله البلاد والعباد. ونحن نعيش الفرحة هذه الأيام يكدر صفوها
موقفان الأول وهو كارثة سيول جدة والتي لازالت اثارها باقية الى اليوم بل ان
المتسببين فيها لازالوا لم يأخذوا عقابهم ولازالت المحاكمات قائمة واخذت وقتا
طويلا ولا نعلم ما دور الجهات الرقابية والمساءلة وخاصة هيئة الفساد في هذا
الموضوع ولماذا لم تحسم الى الان؟وهذا سؤال كبير ومطروح.
الموقف الاخر هو تلك بنية
الطرق والكباري والانفاق التي ما أن تهطل الامطار الا وتظهر العيوب والخلل الذي
يصل الى حد الفساد في انشائها وترسيتها على مقاولين للاسف خانوا الامانة وخانها من
لم يحاسبهم ويراجعهم في تنفيدهم الرديء والمهتري لهذه المشاريع، في عام 2012 بلغت
الخسائر الاقتصادية العالمية من جراء الكوارث والسيول والاعاصير حوالي 186 مليار
دولار غطت منها شركات التأمين حوالي 77 مليار دولار وحصل خلال العام نفسه 300
كارثة على مستوى العالم وتسببت في هلاك 14000 انسان ، امريكا وحدها تكبدت 70 مليار
دولار في اعصار ساندي فقط وشركات التأمين دفعت حوالي 120 مليار دولار نتيجة اضرار
السيول.
هده
الارقام لا تدع مجالا للشك ان الاضرار ليست محصوره في بلد دون الاخر ولكن الفرق ان
الاضرار التي تحدث لدينا هي من قبيل امطار تبدو عادية لديهم وبالتالي تعود الاسباب
لدينا الى رداءة مستوى تنفيذ المشاريع وغياب المراقبة والمتابعة والمساءلة عند سوء
التنفيذ وهذا ما جعل عددا من الانفاق تتكرر مشاكلها مع كل موسم للامطار حتى اصبحت
هذه الكارثة حقيقة وامرا طبيعيا!
ان
ما يحدث بشكل مستمر ومتكرر بعد كل امطار يدل على ان هناك مأساة حقيقيه في سوء
التنفيذ والتخطيط وليس من اللائق ان يحدث هذا في العاصمة الرياض جنوبها وشمالها شرقها
وغربها ومن المسئول عن ضخامة الخسائر الاقتصادية التي تحدث ولماذا تتكرر سنويا؟ هل
لنا بحل جذري ينهي هذه المشكلة التي تخطف فرحتنا بالخير الى خوف وتداول لبعض
المآسي والكوارث في بعض الطرقات والانفاق التي اضحت وكأنها شلالات طبيعية مقصودة!
الامر الاخر اذا كان هذا الخلل مستمرا ولم نتمكن من علاجه لفترة طويلة وهذا اقتراح
أسوقه لأصحاب القرار قد يبدو غريبا الى
حد
ما. لماذا لا يتم التأمين لدى شركات التأمين الكثيرة على مشاريع الطرق والانفاق
والكباري الرئيسية؟ فاذا كنا عاجزين عن ادارتها وحمايتها فلنؤمّن عليها لينكشف المستور
هذا ان قبلت شركات التأمين على التهور والمخاطرة في بعض المشاريع المتهالكة والتي
سوف تكبدها الخسائر مثل ما تكبدناها ولا نعرف من هو المسئول عنها حتى الان.
تعليقات
إرسال تعليق