الطبيب يقرر وشركة التأمين تعـترض؟! محمد الفايدي
للمرة الثانية أعود للكتابة عن شركات التأمين التي عندما تتقدم في محاولة للانضمام إليها أنت وأسرتك أو جهة أخرى كبعض الشركات التي لديها عمالة كثيرة تقدم شركة التأمين نفسها على أنها الشركة الوحيدة التي تقدم لك خدمة التأمين بامتياز بل تكاد تمسكك نجوم السماء وأنها شركة التأمين الوحيدة التي هي الأكبر والأفضل والأحسن وأن العمالة التي تنضم إليها أو الشركات التي تؤمن على عمالتها عندها ستعلم في النهاية أنها وقعت عقدها في المكان المناسب.
لكن كل هذا شيء والحقيقة شيء آخر حيث بمجرد
التوقيع على عقد التأمين صورة معك وصورة معها تبدأ بمماطلتك خاصة إذا كنت مؤمنا
تأمينا شاملا كالتأمين الصحي والتأمين على المركبة. أما التأمين الصحي فحكاية
المماطلة فيه كثيرة ومملة حيث تقدم بطاقة التأمين إلى المستشفى الذي تريد معالجتك
فيه وأول شيء يقابلك فيه موظف التأمين بضرورة دفع نسبة من الكشف وثانيا عندما تصل
إلى الطبيب وتشرح له حالتك يبتسم ضاحكا وهو يقول بأن بعض شكواك لن يوافق عليها
موظف التأمين محاولا التهرب منها وفي اتصال الطبيب بموظف التأمين في المستشفى كان
رد موظف التأمين شخصيا إنهم ينتظرون ردا من الإدارة العامة بالفاكس ليتمكن الطبيب
من معالجة حالتك أو الاعتذار لك وهو متألم من كل ذلك التسويف.
خذوا مثلا: أنا موظف في إحدى الشركات وشكوت
فجأة من آلام في الأسنان الخلفية وراجعت أحد المستشفيات المتخصصة بالأسنان وبمجرد
اطلاع موظف التأمين وتأميني بالمناسبة درجة أولى أفادني موظف التأمين بأن أذهب إلى
الكاشير وأدفع نسبة من الكشف مع أن هذا لم يذكر بكتب شركة التأمين عند توقيع العقد
ورغم آلامي الضرسية خضعت للأمر الواقع وانتظرت إلى أن أتى دروي ودخلت عند الطبيب
الذي كثيرا ما تعرض للإحراج مع مرضاه من شركات التأمين، وبعد أن كشف الطبيب اتضح
له أن حالتي تحتاج إلى خلع ضرسين مسوس وواحد مكسور وقد تأكد فعلا من خلعهما بواسطة
الأشعة إلا أن الطبيب بعد أنهى مهمته اتصل بموظف التأمين ليعلمه بالأمر وإذا بموظف
التأمين يؤكد له أن التأمين وافق على خلع ضرس واحد والآخر يدفع قيمة خلعه المريض
وبعد مداولات بين الطبيب وموظف التأمين اضطر الطبيب أن يضع سماعة التلفون قائلا
للمريض إن شركة التأمين لم توافق إلا على خلع ضرس واحد فعليك إما مراجعتهم في هذا
الأمر أو ادفع للمستشفى قيمة خلع الضرس الثاني.
وددت
من كل هذه الحكاية أن أقول إن شركات التأمين جميعا التي تتحكم بالمريض وكثيرا ما
أحرجت المستشفى بأنها لا توافق على بعض الكشفيات والتحاليل لأنها كما ترى ليس لها
داع، وبهذا لا أعرف من الذي يقرر المعالجة الكاملة للمريض طبيب المستشفى أم شركة
التأمين، والحقيقة إن الرقابة مفقودة في كل الأحوال.
تعليقات
إرسال تعليق