لماذا لا يتحرك اتحاد شركات التأمين? بقلم: داوود سالم توفيق
اتحاد
شركات التأمين كأحد مراكز التجمعات المهنية يعتبر المرآة العاكسة لأوضاع أعضائه من
شركات التأمين, فلو كانت شركات هذا القطاع نشطة ومزدهرة لانعكس هذا النشاط
والازدهار على أوضاع الاتحاد نفسه. بل إن هذا الاتحاد يفترض أن يكون قلب القطاع
وجهاز التحفيز لكل أعضائه من شركات التأمين. إن أحد أهداف تأسيس هذا الاتحاد رعاية
وتنظيم مصالح الأعضاء والدفاع عن حقوقهم وتمثيلهم في جميع الأمور المتعلقة بشؤونهم
المشتركة, وتحقيق التضامن بين الأعضاء ومدهم بالمعونة المعنوية والمادية حسبما نص
النظام الأساسي, ورفع الكفاءة الإنتاجية لضمان الاستقرار في العلاقات بين
الأعضاء.
لهذا
توقعنا من اتحاد شركات التأمين أنه عند إصابة سوق التأمين بالكساد أو الركود
والخمول, التدخل لبث الروح في جسد أعضائه بطرق عدة سواء من خلال حث الجهات
الحكومية على سن القوانين الاقتصادية الجديدة أو تعديل القائم منها, أو إصدار
القرارات المحفزة والداعمة لقطاع أو أن يقوم بتقديم المقترحات لكي يساهم أعضائه في
ابتكار خدمات ومنتجات تأمينية جديدة قادرة على بث الروح والحيوية والنشاط في عروق
القطاع.
إلا
أن ما يجري على الساحة التأمينية المحلية اليوم, يبعث على الغرابة, فلا الاتحاد
يتحرك لتحقيق الأهداف من تأسيسه قبل أكثر من سبع سنوات, ولا قامت غالبية شركات
التأمين بدورها في حلحلة الوضع الراهن ولا حتى بتقديم النصح والإرشاد لهذا الاتحاد
لكي ينجز شيئا ما يساهم بتنشيط القطاع. ويبدو أن مسألة الأولويات
"متلخبطة" في ذهن الاتحاد, فلا المؤتمر (ملتقى الكويت الدولي الثاني
للتأمين) الذي نظمه الاتحاد العام الماضي عمل على إصدار أو سن قانون التأمين, ولا
طباعة دليل اتحاد شركات التأمين ساهم بزيادة الوعي لدى عامة الناس, ولا دب النشاط
في قطاع التأمين الكويتي نتيجة دعم من الاتحاد.
ولهذا
قمنا في 15 يناير 2013 بدورنا بتوجيه رسالة إلى اتحاد شركات التأمين تضمنت مقترحات
لتطوير أداء اتحاد شركات التأمين من أجل ترسيخ علاقاتنا بالاتحاد بصفتنا أعضاء
وبصفته الممثل الشرعي لنا ولشركات التأمين الكويتية. وكنا نهدف من وراء هذه
الرسالة إلى أن يكون للاتحاد دور اقتصادي رفيع في مناقشة الرؤية الاقتصادية للدولة
مع الجهات الحكومية المعنية, وأهمية بيان مكانة التأمين في إطار هذه الرؤية بل
ودور التأمين في رسم ملامح هذه الرؤية, وذلك لأهمية مكانة قطاع التأمين ضمن
المنظومة الاقتصادية حسب ما نرى من أهمية لهذا القطاع ليس في الكويت فحسب وإنما في
العالم أجمع.
وتطرقنا
في الرسالة إلى المهام الاجتماعية الضرورية للاتحاد كدرع واقية للمجتمع ومؤسساته
وكحصن آمن للأسرة وأفرادها, فقدمنا بعض الأفكار للولوج في نشاطات المجتمع
والمشاركة الفاعلة في الحياة الاجتماعية. وعرجنا على أهمية تنظيم عدد من المؤتمرات
التأمينية المتخصصة في العام الواحد, ليعمل الاتحاد على زيادة فعالية قطاع التأمين
وتنشيط الاقتصاد, وللمساهمة باستعادة قطاع التأمين الكويتي سمعته إقليميا وعربيا
على الأقل.
وشرحنا
ضمن الرسالة كيف يستطيع الاتحاد أن يزيد من وعي الناس بأهمية التأمين, وكيفية
التوجه إلى وزارة التربية لإقناعها بإدخال مادة التأمين ضمن مناهج الدراسية
للمرحلتين المتوسطة والثانوية لإعداد جيل راغب في دراسة التأمين أكاديميا, ناهيك
عن التخصص الأكاديمي في هذا المجال.
وتناولنا
كذلك أهمية ربط ملفات عملاء شركات التأمين بوزارة الداخلية أو بالإدارة العامة
للمرور من خلال إنشاء مركز للمعلومات التأمينية للتعرف على سجل كل عميل من الحوادث
المرورية, تماما كما هو حال البنوك والمؤسسات الإقراضية التي تعتمد على شركة الساي
نت أو ( CI
NET) للتعرف على قدرة المقترضين على الوفاء
بالتزاماتهم المادية تجاه المؤسسات الإقراضية.
لهذا
اقترحنا ضمن الرسالة أن يقوم الاتحاد بتشكيل عدد من اللجان الفنية للمساهمة في
تحقيق الأهداف المرجوة, مثل اللجنة التشريعية والقانونية ولجنة الستراتيجية
والتخطيط ولجنة إدارة مخاطر التأمين ولجنة العلاقات العامة والإعلام ولجنة التسويق
والتوعية التأمينية ولجنة البحوث والدراسات ولجنة المؤتمرات والندوات ولجنة
التعليم والتدريب. مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة قيام الاتحاد بمخاطبة الأعضاء لكي
يساهموا بوضع قائمة بالأهداف التي يمكن أن تحققه كل لجنة على حدة, وبالتالي تحديد
أهمية كل لجنة في دعم جهود الاتحاد.
وهناك
مجموعة أخرى من المقترحات والأفكار قدمناها من باب المصلحة المشتركة, ولأن تعاوننا
مع الاتحاد هو في حقيقة الأمر مصدر قوة ودعم لنا ولكل شركات التأمين. إلا أنه
وللأسف الشديد لم نتلق أي تجاوب من الاتحاد منذ يناير الماضي حتى يومنا هذا, لكي
نساهم معا في تحقيق أهداف الاتحاد, أو على الأقل لكي نتأكد من صدقية الاتحاد في
تحقيق الأهداف المرجوة منه.
لهذا
نتمنى أن يغير الاتحاد من نهجه في التعامل مع أعضائه وأن يكون صادقا في تحقيق
الأهداف من تأسيسه, حتى لا يلومنا أحد من الزملاء لو أننا عدنا مستقبلا إلى توجيه
سهام النقد إلى هذا الاتحاد.
داوود
سالم توفيق
العضو
المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة غزال للتأمين
تعليقات
إرسال تعليق